الفعل المضارع هو أحد أهم أنواع الأفعال في اللغة العربية، ويعتمد بناءه على قواعد محددة تختلف حسب استخدامه وحسب الأدوات التي تتصل به. لفهم هذه القواعد بشكل كامل، يجب أولاً التعرف على مفهوم “البناء” في اللغة العربية. البناء يعني ثبات آخر الكلمة على حركة معينة بغض النظر عن موقعها في الجملة. على سبيل المثال، كلمة “هؤلاء” تبقى على كسر دائم في مختلف حالات الإعراب. لذلك نقول:
- جاء هؤلاءِ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
- رأيتُ هؤلاءِ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
- مررتُ بهؤلاءِ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر.
عادةً، الفعل المضارع يكون مرفوعاً بالضمة، إلا إذا سبقه أداة نصب أو جزم. لكن عندما يتصل بنون النسوة أو نون التوكيد، فإنه يبنى على السكون أو الفتح.
القاعدة العامة
بناءً على ما سبق، يمكن تلخيص القاعدة العامة كالآتي:
- يُبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة، كما في: “يرحمْنَ”، “يدرسْنَ”، “يصلْنَ”.
- ويُبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد، سواء الثقيلة أو الخفيفة، كما في: “اذهبَنْ”، “اسعيَنّ”، “ابذلَنْ”.
بناء الفعل المضارع على السكون
عندما يتصل الفعل المضارع بنون النسوة، يبنى على السكون. وهذا يحدث في الحالات التي يكون فيها الفاعل مجموعة من الإناث. إليك بعض الأمثلة:
- العاملات يصلن باكراً إلى العمل
في هذا المثال، الفعل “يصلن” مبني على السكون أيضاً، لنفس السبب: اتصال الفعل بنون النسوة. - الفتيات يسترحن على المقاعد
الفعل “يسترحن” كذلك مبني على السكون، متصلاً بنون النسوة التي تقوم بوظيفة الفاعل.
بناء الفعل المضارع على الفتح
في حالة اتصال الفعل المضارع بنون التوكيد، سواء كانت الثقيلة أو الخفيفة، فإنه يبنى على الفتح. نون التوكيد الثقيلة مشددة (نّ)، بينما نون التوكيد الخفيفة تكون ساكنة (نْ). الأمثلة التالية توضح ذلك:
- لا تؤجلنّ عمل اليوم إلى الغد
“تؤجلنّ” فعل مضارع مبني على الفتح بسبب اتصال نون التوكيد الثقيلة به، والفاعل ضمير مستتر تقديره “أنت”. - ألا تستريحنّ قليلاً
الفعل “تستريحنّ” مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “أنت”
الخاتمة
فهم بناء الفعل المضارع يُعدّ أساسياً لكل من يسعى إلى إتقان اللغة العربية. سواءً كنت طالباً أو كاتباً أو معلماً، فهمك لهذه القواعد سيسهم في تحسين مستواك اللغوي وتطوير قدرتك على استخدام اللغة بشكل دقيق ومؤثر. اللغة العربية بحر من الجمال والتعقيد، وكلما تعمقت في فهم قواعدها، زاد تقديرك لهذه اللغة العظيمة.